كثيراً ما نقرأ ونسمع من خلال الكتب الكثيرة والمقالات المتنوعة، والتي تتناول فن كسب الناس والتقرب إليهم، وفن التعامل معهم، ومن أشهر تلك الكتب كتاب ( كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس)،
وغيره من الكتب الكثيرة جداً، والتي تملأ رفوف المكتبات والمحلات التجارية، وهذا الفن في التعامل بحد ذاتية أمر جيد ومرغب فيه، وهو قبل كل شيء جزء من محاسن هذا الدين وفضائله، بيد أنه ثمة قضية معاكسة لهذا الأمر تماماً ومناقضة له، وهي قضية فن خسارة الناس وفقدانهم، فكما أننا نولي فن كسب الناس أهمية كبرى إلا أن واقعنا يحتم علينا دراسة الأساليب والطرق التي نفقد بها الناس ونخسرهم من باب قول الشاعر:
عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه ومن لا يعرف الشر من الخير يقع فيه
إننا لو تأملنا واقعنا اليومي من حين نصبح حتى نضع رؤوسنا على فراش النوم لوجد الكثير منا أن المحصلة النهائية ليومه ذلك قائمة عريضة من الخسائر لشرائح كثيرة من البشر الذين تعامل معهم خلال يومه ذاك يعرف منها وينكر، و من حيث يشعر أو لا يشعر، فهذا زميل له في العمل تجاهله، وهذا جار عبس في وجهه، و هذا ولد نهره، وهذه زوجة قهرها، وهذا بائع لمزه، وهذا خادم استحقره، وهكذا دواليك من مسلسل الخسائر التي لا تنقضي والناس بين مستقل ومستكثر، ومن له حظ وافر وقليل، وربما بعضهم لا يفطن لذلك إما لغفلة أو برود طبع و لو سلمنا بأن بعض هذه المواقف قد لا تكون مقصودة أو ربما تفسر عن حسن نية إلا أن تكررها يولد سيلاً جارفاً من البغضاء والكراهية والمقت لصاحبها، ولك - أخي الكريم- أن تتأمل مجتمعاً أو جماعة أو مؤسسة أو حتى عائلة قد سادها هذا الشعور وغطتها هذه الغمامة السوداء، ولا أعتقد أن أحداً يتمنى أن يكون في مثل هذا الموقف وهذه الحالة، بل لو تأملنا هذه الظاهرة من الناحية المادية أو إنتاجية الفرد لوجدت أنك تخسر بهذه المعاملة إبداع هذا الإنسان وقدراته الابتكارية، ولم تحصل إلا على شيء يسير من قدراته ومهاراته، ويزداد الأمر سوء إذا صدر من فئة غالية على النفوس ومحط أنظار الناس، وهم فئة الدعاة وطلاب العلم، فإن هذا الأمر غير مستساغ البتة،
وهو تمثيل مشوه لهذا الدين السمح، فأين أمثال هؤلاء من قول الباري _جل وعلا_:
" أشداء على الكفار رحماء بينهم "،
ومن قوله _تعالى_: " أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين "،
ومن قوله: " وقولوا للناس حسنا"،
وأين هم من هدي الرحمة المهداة صاحب الخلق الحسن، والذي لم يكن فضاً غليظاً ولا فاحشاً ولا متفحشاً، وهو محمد رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، والذي قالت عنه عائشة _رضي الله عنها_ :" كان خلقه القرآن "، وقال عنه خادمه أنس بن مالك _رضي الله عنه_: " خدمت رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ عشر سنين فما نهرني ولا كهرني ولم يقل لشيء فعلته لم فعلته ؟ ولا لشيء لم أفعله ألا فعلت كذا وكذا "،
بل حتى الأعرابي والذي لقيه لأول مرة، والذي كان منه ما كان من البول في المسجد لما رأى حسن خلق الرسول _صلى الله عليه وسلم_ وحكمته ما كان منه إلا أن قال: " فبأبي هو وأمي ما رأيت أحداً من الناس أحسن تعليماً منه، والله ما نهرني ولاكهرني ولا ضربني"،
بل وحتى مراعاته _عليه الصلاة والسلام_ للأمور النفسية والمعنوية لأصحابه حتى لا يبقى في النفس شيء، وهو بذلك يربي الأمة على هذا الخلق النبيل والمنزلة الرفيعة كما في قصة الصيد وكان محرماً، وقال لصاحب الصيد: " إنا لم نرده عليك إلا أننا حرم " تطييباً لخاطره ، وثنائه _عليه الصلاة والسلام_ على ذلك الرجل الذي يبيت وليس في قلبه غل على أحد من المسلمين كما في قصة عبد الله بن عمرو _رضي الله عنهما_.
إن الدعاة إلى الله وطلاب العلم هم الأمل بعد الله _تعالى_، وهم الذين تتطلع لهم النفوس اليائسة والقلوب المكلومة لنهضة الأمة بعد ركودها وبعثها بعد طول رقودها، وهم الحقيقون بالأخذ بزمام الأمور وقيادة الأمة إلى بر النجاة ورد الكرامة، فكيف يتحقق لهم ذلك ولم يتخلصوا من هذه العوائق وهذه السلبيات؟
ختاماً:
يا أيها الدعاة ويا طلاب العلم " قولوا للناس حسنا "
يا أيها الدعاة ويا طلاب العلم " خالقوا الناس بالخلق الحسن"
يا أيها الدعاة ويا طلاب العلم " اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون".
وغيره من الكتب الكثيرة جداً، والتي تملأ رفوف المكتبات والمحلات التجارية، وهذا الفن في التعامل بحد ذاتية أمر جيد ومرغب فيه، وهو قبل كل شيء جزء من محاسن هذا الدين وفضائله، بيد أنه ثمة قضية معاكسة لهذا الأمر تماماً ومناقضة له، وهي قضية فن خسارة الناس وفقدانهم، فكما أننا نولي فن كسب الناس أهمية كبرى إلا أن واقعنا يحتم علينا دراسة الأساليب والطرق التي نفقد بها الناس ونخسرهم من باب قول الشاعر:
عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه ومن لا يعرف الشر من الخير يقع فيه
إننا لو تأملنا واقعنا اليومي من حين نصبح حتى نضع رؤوسنا على فراش النوم لوجد الكثير منا أن المحصلة النهائية ليومه ذلك قائمة عريضة من الخسائر لشرائح كثيرة من البشر الذين تعامل معهم خلال يومه ذاك يعرف منها وينكر، و من حيث يشعر أو لا يشعر، فهذا زميل له في العمل تجاهله، وهذا جار عبس في وجهه، و هذا ولد نهره، وهذه زوجة قهرها، وهذا بائع لمزه، وهذا خادم استحقره، وهكذا دواليك من مسلسل الخسائر التي لا تنقضي والناس بين مستقل ومستكثر، ومن له حظ وافر وقليل، وربما بعضهم لا يفطن لذلك إما لغفلة أو برود طبع و لو سلمنا بأن بعض هذه المواقف قد لا تكون مقصودة أو ربما تفسر عن حسن نية إلا أن تكررها يولد سيلاً جارفاً من البغضاء والكراهية والمقت لصاحبها، ولك - أخي الكريم- أن تتأمل مجتمعاً أو جماعة أو مؤسسة أو حتى عائلة قد سادها هذا الشعور وغطتها هذه الغمامة السوداء، ولا أعتقد أن أحداً يتمنى أن يكون في مثل هذا الموقف وهذه الحالة، بل لو تأملنا هذه الظاهرة من الناحية المادية أو إنتاجية الفرد لوجدت أنك تخسر بهذه المعاملة إبداع هذا الإنسان وقدراته الابتكارية، ولم تحصل إلا على شيء يسير من قدراته ومهاراته، ويزداد الأمر سوء إذا صدر من فئة غالية على النفوس ومحط أنظار الناس، وهم فئة الدعاة وطلاب العلم، فإن هذا الأمر غير مستساغ البتة،
وهو تمثيل مشوه لهذا الدين السمح، فأين أمثال هؤلاء من قول الباري _جل وعلا_:
" أشداء على الكفار رحماء بينهم "،
ومن قوله _تعالى_: " أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين "،
ومن قوله: " وقولوا للناس حسنا"،
وأين هم من هدي الرحمة المهداة صاحب الخلق الحسن، والذي لم يكن فضاً غليظاً ولا فاحشاً ولا متفحشاً، وهو محمد رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، والذي قالت عنه عائشة _رضي الله عنها_ :" كان خلقه القرآن "، وقال عنه خادمه أنس بن مالك _رضي الله عنه_: " خدمت رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ عشر سنين فما نهرني ولا كهرني ولم يقل لشيء فعلته لم فعلته ؟ ولا لشيء لم أفعله ألا فعلت كذا وكذا "،
بل حتى الأعرابي والذي لقيه لأول مرة، والذي كان منه ما كان من البول في المسجد لما رأى حسن خلق الرسول _صلى الله عليه وسلم_ وحكمته ما كان منه إلا أن قال: " فبأبي هو وأمي ما رأيت أحداً من الناس أحسن تعليماً منه، والله ما نهرني ولاكهرني ولا ضربني"،
بل وحتى مراعاته _عليه الصلاة والسلام_ للأمور النفسية والمعنوية لأصحابه حتى لا يبقى في النفس شيء، وهو بذلك يربي الأمة على هذا الخلق النبيل والمنزلة الرفيعة كما في قصة الصيد وكان محرماً، وقال لصاحب الصيد: " إنا لم نرده عليك إلا أننا حرم " تطييباً لخاطره ، وثنائه _عليه الصلاة والسلام_ على ذلك الرجل الذي يبيت وليس في قلبه غل على أحد من المسلمين كما في قصة عبد الله بن عمرو _رضي الله عنهما_.
إن الدعاة إلى الله وطلاب العلم هم الأمل بعد الله _تعالى_، وهم الذين تتطلع لهم النفوس اليائسة والقلوب المكلومة لنهضة الأمة بعد ركودها وبعثها بعد طول رقودها، وهم الحقيقون بالأخذ بزمام الأمور وقيادة الأمة إلى بر النجاة ورد الكرامة، فكيف يتحقق لهم ذلك ولم يتخلصوا من هذه العوائق وهذه السلبيات؟
ختاماً:
يا أيها الدعاة ويا طلاب العلم " قولوا للناس حسنا "
يا أيها الدعاة ويا طلاب العلم " خالقوا الناس بالخلق الحسن"
يا أيها الدعاة ويا طلاب العلم " اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون".