منتدي الأميرة

اهلا وسهلا بك معنا فى منتدى الاميره انتى معنا الاميرهـ لانريدك زائرهـ سجلى شاركى امرحى والعبى معناا فقط يلا سجلى الان
كل الى بتحلمى بيه معانا هتلاقيه



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدي الأميرة

اهلا وسهلا بك معنا فى منتدى الاميره انتى معنا الاميرهـ لانريدك زائرهـ سجلى شاركى امرحى والعبى معناا فقط يلا سجلى الان
كل الى بتحلمى بيه معانا هتلاقيه

منتدي الأميرة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدي الأميرة

منتدى الاميره سيل من عذب الكلام فاطلق العنان لقلمك وشاركنا


2 مشترك

    فصل في ذكرالأدوية والأغذية وفائدها مرتبة على حسب حروف المعجم(5)

    عصفورة
    عصفورة
    المشرف العام
    المشرف العام


    انثى
    عدد المساهمات : 279
    تاريخ التسجيل : 10/12/2010

    مثبت فصل في ذكرالأدوية والأغذية وفائدها مرتبة على حسب حروف المعجم(5)

    مُساهمة من طرف عصفورة السبت ديسمبر 18, 2010 10:17 am

    [center]لحم المعز
    قليل الحرارة، يابس، وخلطه المتولد منه ليس بفاضل وليس بجيد الهضم، ولا محمود الغذاء‏.‏ ولحم التيس رديء مطلقًا، شديد اليبس، عسر الانهضام، مولد للخلط السوداوي‏.‏

    قال الجاحظ‏:‏ قال لي فاضل من الأطباء‏:‏ يا أبا عثمان‏!‏ إياك ولحم المعز، فإنه يورث الغم، ويحرك السوداء، ويورث النسيان، ويفسد الدم، وهو والله يخبل الأولاد‏.‏

    وقال بعض الأطباء‏:‏ إنما المذموم منه المسن، ولا سيما للمسنين، ولا رداءة فيه لمن اعتاده‏.‏ وجالينوس جعل الحولي منه من الأغذية المعتدلة المعدلة للكيموس المحمود، وإناثه أنفع من ذكوره‏.‏

    وقد روى النسائي في سننه عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏أحسنوا إلى الماعز وأميطوا عنها الأذى فإنها من دواب الجنة‏)‏‏.‏ وفي ثبوت هذا الحديث نظر‏.‏ وحكم الأطباء عليه بالمضرة حكم جزئي ليس بكلي عام، وهو بحسب المعدة الضعيفة، والأمزجة الضعيفة التي لم تعتده، واعتادت المأكولات اللطيفة، وهؤلاء أهل الرفاهية من أهل المدن، وهم القليلون من الناس‏.‏

    لحم الجدي‏:‏ قريب إلى الاعتدال، خاصة ما دام رضيعًا، ولم يكن قريب العهد بالولادة، وهو أسرع هضمًا لما فيه من قوة اللبن، ملين للطبع، موافق لأكثر الناس في أكثر الأحوال، وهو ألطف من لحم الجمل، والدم المتولد عنه معتدل‏.‏

    لحم البقر‏:‏ بارد يابس، عسر الانهضام، بطيء الانحدار، يولد دمًا سوداويًا، لا يصلح إلا لأهل الكد والتعب الشديد، ويورث إدمانه الأمراض السوداوية، كالبهق والجرب، والقوباء والجذام، وداء الفيل، والسرطان، والوسواس، وحمى الربع، وكثير من الأورام، وهذا لمن لم يعتده، أو لم يدفع ضرره بالفلفل والثوم والدارصيني، والزنجبيل ونحوه، وذكره أقل برودة، وأنثاه أقل يبسًا‏.‏ ولحم العجل ولا سيما السمين من أعدل الأغذية وأطيبها وألذها وأحمدها، وهو حار رطب، وإذا انهضم غذى غذاء قويًا‏.‏

    لحم الفرس
    ثبت في الصحيح عن أسماء ـ رضي الله عنها ـ قالت‏:‏ نحرنا فرسًا فأكلناه على عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏.‏ وثبت عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه أذن في لحوم الخيل، ونهى عن لحوم الحمر أخرجاه في الصحيحين‏.‏

    ولا يثبت عنه حديث المقدام بن معدي كرب ـ رضي الله عنه ـ أنه نهى عنه‏.‏ قاله أبو داود وغيره من أهل الحديث‏.‏

    واقترانه بالبغال والحمير في القرآن لا يدل على أن حكم لحمه حكم لحومها بوجه من الوجوه، كما لا يدل على أن حكمها في السهم في الغنيمة حكم الفرس، والله سبحانه يقرن في الذكر بين المتماثلات تارة، وبين المختلفات، وبين المتضادات، وليس في قوله‏:‏ ‏{‏لتركبوها‏}‏ ‏[‏النحل‏:‏ 8‏]‏، ما يمنع من أكلها، كما ليس فيه ما يمنع من غير الركوب من وجوه الانتفاع، وإنما نص على أجل منافعها، وهو الركوب، والحديثان في حلها صحيحان لا معارض لهما، وبعد‏:‏ فلحمها حار يابس، غليظ سوداوي مضر لا يصلح للأبدان اللطيفة‏.‏

    لحم الجمل
    فرق ما بين الرافضة وأهل السنة، كما أنه أحد الفروق بين اليهود وأهل الإسلام، فاليهود والرافضة تذمه ولا تأكله، وقد علم بالإضطرار من دين الإسلام حله، وطالما أكله رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه حضرًا وسفرًا‏.‏

    ولحم الفصيل منه من ألذ اللحوم وأطيبها وأقواها غذاء، وهو لمن اعتاده بمنزلة لحم الضأن لا يضرهم البتة، ولا يولد لهم داء، وإنما ذمه بعض الأطباء بالنسبة إلى أهل الرفاهية من أهل الحضر الذين لم يعتادوه، فإن فيه حرارة ويبسًا، وتوليدًا للسوداء، وهو عسر الإنهضام، وفيه قوة غير محمودة، لأجلها أمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالوضوء من أكله في حديثين صحيحين لا معارض لهما، ولا يصح تأويلهما بغسل اليد، لأنه خلاف المعهود من الوضوء في كلامه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لتفريقه بينه وبين لحم الغنم، فخير بين الوضوء وتركه منها، وحتم الوضوء من لحوم الإبل‏.‏ ولو حمل الوضوء على غسل اليد فقط، لحمل على ذلك في قوله‏:‏ ‏(‏من مس فرجه فليتوضأ‏)‏‏.‏

    وأيضًا‏:‏ فإن آكلها قد لا يباشر أكلها بيده بأن يوضع في فمه، فإن كان وضؤوه غسل يده، فهو عبث، وحمل لكلام الشارع على غير معهوده وعرفه، ولا يصح معارضته بحديث‏:‏ ‏(‏كان آخر الأمرين من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ترك الوضوء مما مست النار‏)‏‏.‏ لعدة أوجه‏:‏

    أحدها‏:‏ أن هذا عام، والأمر بالوضوء، منها خاص‏.‏

    الثاني‏:‏ أن الجهة مختلفة، فالأمر بالوضوء منها بجهة كونها لحم إبل سواء كان نيئًا، أو مطبوخًا، أو قديدًا، ولا تأثير للنار في الوضوء وأما ترك الوضوء مما مست النار، ففيه بيان أن مس النار ليس بسبب للوضوء، فأين أحدهما من الآخر‏؟‏ هذا فيه إثبات سبب الوضوء، وهو كونه لحم إبل، وهذا فيه نفي لسبب الوضوء، وهو كونه ممسوس النار، فلا تعارض بينهما بوجه‏.‏

    الثالث‏:‏ أن هذا ليس فيه حكاية ولفظ عام عن صاحب الشرع، وإنما هو إخبار عن واقعة فعل في أمرين، أحدهما‏:‏ متقدم على الآخر، كما جاء ذلك مباين في نفس الحديث، أنهم قربوا إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لحمًا، فأكل، ثم حضرت الصلاة، فتوضأ فصلى، ثم قربوا إليه فأكل، ثم صلى، ولم يتوضأ، فكان آخر الأمرين منه ترك الوضوء مما مست النار، هكذا جاء الحديث، فاختصره الراوي لمكان الإستدلال، فأين في هذا ما يصلح لنسخ الأمر بالوضوء منه، حتى لو كان لفظًا عامًا متأخرًا مقاومًا، لم يصلح للنسخ، ووجب تقديم الخاص عليه، وهذا في غاية الظهور‏.‏

    لحم الضب
    تقدم الحديث في حله، ولحمه حار يابس، يقوي شهوة الجماع‏.‏

    لحم الغزال
    الغزال أصلح الصيد وأحمده لحمًا، وهو حار يابس، وقيل‏:‏ معتدل جدًا، نافع للأبدان المعتدلة الصحيحة، وجيده الخشف‏.‏

    لحم الظبي
    حار يابس في الأولى، مجفف للبدن، صالح للأبدان الرطبة‏.‏ قال صاحب القانون ‏:‏ وأفضل لحوم الوحش لحم الظبي مع ميله إلى السوداوية‏.‏

    لحم الأرانب
    ثبت في الصحيحين ‏:‏ عن أنس بن مالك قال أنفجنا أرنبًا فسعوا في طلبها، فأخذوها، فبعث أبو طلحة بوركها إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقبله‏.‏

    لحم الأرنب
    معتدل إلى الحرارة واليبوسة، وأطيبها وركها، وأحمده أكل لحمها مشويًا، وهو يعقل البطن، ويدر البول، ويفتت الحصى، وأكل رؤوسها ينفع من الرعشة‏.‏

    لحم حمار الوحش
    ثبت في الصحيحين‏:‏ من حديث أبي قتادة رضي الله عنه، أنهم كانوا مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بعض عمره، وأنه صاد حمار وحش، فأمرهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأكله وكانوا محرمين، ولم يكن أبو قتادة محرمًا‏.‏

    وفي سنن ابن ماجه ‏:‏ عن جابر قال‏:‏ أكلنا زمن خيبر الخيل وحمر الوحش‏.‏

    لحمه حار يابس، كثير التغذية، مولد دمًا غليظًا سوداويًا، إلا أن شحمه نافع مع دهن القسط لوجع الظهر والريح الغليظة المرخية للكلى، وشحمه جيد للكلف طلاء، وبالجملة فلحوم الوحوش كلها تولد دمًا غليظًا سوداويًا وأحمده الغزال، وبعده الأرنب‏.‏

    لحم القديد
    في السنن من حديث ثوبان رضي الله عنه قال‏:‏ ذبحت لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ شاة ونحن مسافرون، فقال‏:‏ ‏(‏أصلح لحمها‏)‏ فلم أزل أطعمه منه إلى المدينة‏.‏

    القديد

    أنفع من النمكسود، ويقوي الأبدان، ويحدث حكة، ودفع ضرره بالأبازير الباردة الرطبة، ويصلح الأمزجة الحارة والنمكسود‏:‏ حار يابس مجفف، جيده من السمين الرطب، يضر بالقولنج، ودفع مضرته طبخه باللبن والدهن، ويصلح للمزاج الحار الرطب‏.‏

    فصل‏:‏ في لحوم الطير
    قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ولحم طير مما يشتهون‏}‏ ‏[‏الواقعة‏:‏ 21‏]‏‏.‏

    وفي مسند البزار وغيره مرفوعًا ‏(‏إنك لتنظر إلى الطير في الجنة، فتشتهيه، فيخر مشويًا بين يديك‏)‏‏.‏

    ومنه حلال، ومنه حرام‏.‏ فالحرام‏:‏ ذو المخلب، كالصقر والبازي والشاهين، وما يأكل الجيف كالنسر والرخم واللقلق والعقعق والغراب الأبقع والأسود الكبير، وما نهي عن قتله كالهدهد والصرد، وما أمر بقتله كالحدأة والغراب‏.‏

    والحلال أصناف كثيرة، فمنه الدجاج، ففي الصحيحين ‏:‏ من حديث موسى، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أكل لحم الدجاج وهو حار رطب في الأولى، خفيف على المعدة، سريع الهضم، جيد الخلط، يزيد في الدماغ والمني، ويصفي الصوت، ويحسن اللون، ويقوي العقل، ويولد دمًا جيدًا، وهو مائل إلى الرطوبة، ويقال‏:‏ إن مداومة أكله تورث النقرس، ولا يثبت ذلك‏.‏

    ولحم الديك أسخن مزاجًا، وأقل رطوبة، والعتيق منه دواء ينفع القولنج والربو والرياح الغليظة إذا طبخ بماء القرطم والشبث، وخصيها محمود الغذاء، سريع الإنهضام، والفراريج سريعة الهضم، ملينة للطبع، والدم المتولد منها دم لطيف جيد‏.‏



    لحم الدراج
    حار يابس في الثانية، خفيف لطيف، سريع الانهضام مولد للدم المعتدل، والإكثار منه يحد البصر‏.‏



    لحم الحجل
    يولد الدم الجيد، سريع الانهضام‏.‏



    لحم الإوز
    حار يابس، رديء الغذاء إذا اعتيد وليس بكثير الفضول‏.‏



    لحم البط
    حار رطب، كثير الفضول، عسر الإنهضام، غير موافق للمعدة‏.‏



    لحم الحبارى
    في السنن من حديث بريه بن عمر بن سفينة، عن أبيه، عن جده رضي الله عنه قال‏:‏ أكلت مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لحم حبارى‏.‏

    وهو حار يابس، عسر الانهضام، نافع لأصحاب الرياضة والتعب‏.‏



    لحم الكركي
    يابس خفيف، وفي حره وبرده خلاف، يولد دمًا سوداويًا، ويصلح لأصحاب الكد والتعب، وينبغي أن يترك بعد ذبحه يومًا أو يومين، ثم يؤكل‏.‏



    لحم العصافير والقنابر
    روى النسائي في سننه‏:‏ من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال‏:‏ ‏(‏ما من إنسان يقتل عصفورًا فما فوقه بغير حقه إلا سأله الله عز وجل عنها‏.‏ قيل‏:‏ يا رسول الله ‏!‏ وما حقه‏؟‏ قال‏:‏ تذبحه فتأكله، ولا تقطع رأسه وترمي به‏)‏‏.‏

    وفي سننه أيضًا‏:‏ عن عمرو بن الشريد، عن أبيه قال‏:‏ سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول‏:‏ ‏(‏من قتل عصفورًا عبثًا، عج إلى الله يقول‏:‏ يا رب إن فلانًا قتلني، عبثًا، ولم يقتلني لمنفعة‏)‏‏.‏

    ولحمه حار يابس، عاقل للطبيعة، يزيد في الباه، ومرقه يلين الطبع، وينفع المفاصل، وإذا أكلت أدمغتها بالزنجيبل والبصل، هيجت شهوة الجماع، وخلطها غير محمود‏.‏



    لحم الحمام
    حار رطب، وحشيه أقل رطوبة، وفراخه أرطب خاصية، وما ربي في الدور وناهضه أخف لحمًا، وأحمد غذاء، ولحم ذكورها شفاء من الإسترخاء والخدر والسكتة والرعشة، وكذلك شم رائحة أنفاسها، وأكل فراخها معين على النساء، وهو جيد للكلى، يزيد في الدم، وقد روي فيها حديث باطل لا أصل له عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏أن رجلًا شكى إليه الوحدة، فقال‏:‏ اتخذ زوجًا من الحمام‏)‏‏.‏ وأجود من هذا الحديث أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ رأى رجلًا يتبع حمامة، فقال‏:‏ شيطان يتبع شيطانة‏.‏

    وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه في خطبته يأمر بقتل الكلاب وذبح الحمام‏.‏



    لحم القطا
    يابس، يولد السوداء، ويحبس الطبع، وهو من شر الغذاء، إلا أنه ينفع من الإستسقاء‏.‏



    لحم السمانى
    حار يابس، ينفع المفاصل، ويضر بالكبد الحار، ودفع مضرته بالخل والكسفرة، وينبغي أن يجتنب من لحوم الطير ما كان في الآجام والمواضع العفنة، ولحوم الطير كلها أسرع انهضامًا من المواشي، وأسرعها انهضامًا، أقلها غذاء، وهي الرقاب والأجنحة، وأدمغتها أحمد من أدمغة المواشي‏.‏
    الجراد

    في الصحيحين‏:‏ عن عبد الله بن أبي أوفى قال‏:‏ غزونا مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سبع غزوات نأكل الجراد‏.‏

    وفي المسند عنه‏:‏ ‏(‏أحلت لنا ميتتان ودمان‏:‏ الحوت والجراد، والكبد والطحال‏)‏‏.‏ يروى مرفوعًا وموقوفًا على ابن عمر رضي الله عنه‏.‏

    وهو حار يابس، قليل الغذاء، وإدامة أكله تورث الهزال، وإذا تبخر به نفع من تقطير البول وعسره، وخصوصًا للنساء، ويتبخر به للبواسير، وسمانه يشوى ويؤكل للسع العقرب، وهو ضار لأصحاب الضرع، رديء الخلط، وفي إباحة ميتته بلا سبب قولان، فالجمهور على حله، وحرمه مالك، ولا خلاف في إباحة ميتته إذا مات بسبب، كالكبس والتحريق ونحوه‏.‏

    فصل‏:‏ وينبغي ألا يداوم على أكل اللحم
    فإنه يورث الأمراض الدموية والامتلائية، والحميات الحادة، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه‏:‏ إياكم واللحم، فإن له ضراوة كضراوة الخمر، ذكره مالك في الموطأ عنه‏.‏ وقال أبقراط‏:‏ لا تجعلوا أجوافكم مقبرة للحيوان‏.‏


    اللبن
    قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين‏}‏ ‏[‏النحل‏:‏ 66‏]‏ وقال في الجنة‏:‏ ‏{‏فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه‏}‏ ‏[‏محمد‏:‏ 15‏]‏‏.‏ وفي السنن مرفوعًا‏:‏ ‏(‏من أطعمه الله طعامًا‏.‏ فليقل‏:‏ اللهم بارك لنا فيه، وارزقنا خيرًا منه، ومن سقاه الله لبنًا فليقل‏:‏ اللهم بارك لنا فيه، وزدنا منه، فإني لا أعلم ما يجزئ من الطعام والشراب إلا اللبن‏)‏‏.‏

    اللبن

    وإن كان بسيطًا في الحس، إلا أنه مركب في أصل الخلقة تركيبًا طبيعيًا من جواهر ثلاثة‏:‏ الجبنية، والسمنية، والمائية، فالجبنية‏:‏ باردة رطبة، مغذية للبدن، والسمنية‏:‏ معتدلة الحرارة والرطوبة ملائمة للبدن الإنساني الصحيح، كثيرة المنافع، والمائية‏:‏ حارة رطبة، مطلقة للطبيعة، مرطبة للبدن، واللبن على الإطلاق أبرد وأرطب من المعتدل‏.‏

    وقيل‏:‏ قوته عند حلبه الحرارة والرطوبة، وقيل‏:‏ معتدل في الحرارة والبرودة‏.‏

    وأجود ما يكون اللبن حين يحلب، ثم لا يزال تنقص جودته على ممر الساعات، فيكون حين يحلب أقل برودة، وأكثر رطوبة، والحامض بالعكس، ويختار اللبن بعد الولادة بأربعين يومًا، وأجوده ما اشتد بياضه، وطاب ريحه، ولذ طعمه، وكان فيه حلاوة يسيرة، ودسومة معتدلة، واعتدل قوامه في الرقة والغلظ، وحلب من حيوان فتي صحيح، معتدل اللحم، محمود المرعى والمشرب‏.‏

    وهو محمود يولد دمًا جيدًا، ويرطب البدن اليابس، ويغذو غذاء حسنًا، وينفع من الوسواس والغم والأمراض السوداوية، وإذا شرب مع العسل نقى القروح الباطنة من الأخلاط العفنة، وشربه مع السكر يحسن اللون جدًا، والحليب يتدارك ضرر الجماع، ويوافق الصدر والرئة، جيد لأصحاب السل، رديء للرأس والمعدة، والكبد والطحال، والإكثار منه مضر بالأسنان واللثة، ولذلك ينبغي أن يتمضمض بعده بالماء، وفي الصحيحين ‏:‏ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ شرب لبنًا، ثم دعا بماء فتمضمض وقال‏:‏ ‏(‏إن له دسمًا‏)‏‏.‏ وهو رديء للمحمومين، وأصحاب الصداع، مؤذ للدماغ، والرأس الضعيف، والمداومة عليه تحدث ظلمة البصر والغشاء، ووجع المفاصل، وسدة الكبد، والنفخ في المعدة والأحشاء، وإصلاحه بالعسل والزنجبيل المربى ونحوه، وهذا كله لمن لم يعتده‏.‏

    لبن الضأن
    أغلظ الألبان وأرطبها، وفيه من الدسومة والزهومة ما ليس في لبن الماعز والبقر، يولد فضولًا بلغميًا، ويحدث في الجلد بياضًا إذا أدمن استعماله، ولذلك ينبغي أن يشرب هذا اللبن بالماء ليكون ما نال البدن منه أقل، وتسكينه للعطش أسرع، وتبريده أكثر‏.‏

    لبن المعز‏
    لطيف معتدل، مطلق للبطن، مرطب للبدن اليابس، نافع من قروح الحلق، والسعال اليابس، ونفث الدم‏. واللبن المطلق أنفع المشروبات للبدن الإنساني لما اجتمع فيه من التغذية والدموية، ولاعتياده حال الطفولية، وموافقته للفطرة الأصلية، وفي الصحيحين ‏:‏ ‏(‏أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أتي ليلة أسري به بقدح من خمر، وقدح من لبن، فنظر إليهما، ثم أخذ اللبن، فقال جبريل‏:‏ الحمد لله الذي هداك للفطرة، لو أخذت الخمر، غوت أمتك‏)‏‏.‏ والحامض منه بطيء الاستمراء، خام الخلط، والمعدة الحارة تهضمه وتنتفع به‏.‏

    لبن البقر‏:‏ يغذو البدن، ويخصبه، ويطلق البطن باعتدال، وهو من أعدل الألبان وأفضلها بين لبن الضأن، ولبن المعز في الرقة والغلظ والدسم، وفي السنن ‏:‏ من حديث عبد الله بن مسعود يرفعه‏:‏ ‏(‏عليكم بألبان البقر، فإنها ترم من كل الشجر‏)‏‏.‏

    لبن الإبل‏:‏ تقدم ذكره في أول الفصل، وذكر منافعه، فلا حاجة لإعادته‏.‏


    لبان‏:‏ هو الكندر
    قد ورد فيه عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏بخروا بيوتكم باللبان والصعتر‏)‏‏.‏ ولا يصح عنه، ولكن يروى عن علي أنه قال لرجل شكا إليه النسيان‏:‏ عليك باللبان، فإنه يشجع القلب، ويذهب بالنسيان‏.‏ ويذكر عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن شربه مع السكر على الريق جيد للبول والنسيان‏.‏ ويذكر عن أنس رضي الله عنه، أنه شكا إليه رجل النسيان، فقال‏:‏ عليك بالكندر وانقعه من الليل، فإذا أصبحت، فخذ منه شربة على الريق، فإنه جيد للنسيان‏.‏

    ولهذا سبب طبيعي ظاهر، فإن النسيان إذا كان لسوء مزاج بارد رطب يغلب على الدماغ، فلا يحفظ ما ينطبع فيه، نفع منه اللبان، وأما إذا كان النسيان لغلبة شيء عارض، أمكن زواله سريعًا بالمرطبات‏.‏ والفرق بينهما أن اليبوسي يتبعه سهر، وحفظ الأمور الماضية دون الحالية، والرطوبي بالعكس‏.‏

    وقد يحدث النسيان أشياء بالخاصية، كحجامة نقرة القفا، وإدمان أكل الكسفرة الرطبة، والتفاح الحامض، وكثرة الهم والغم، والنظر في الماء الواقف، والبول فيه، والنظر إلى المصلوب، والإكثار من قراءة ألواح القبور، والمشي بين جملين مقطورين، وإلقاء القمل في الحياض وأكل سؤر الفأر، وأكثر هذا معروف بالتجربة‏.‏

    والمقصود‏:‏ أن اللبان مسخن في الدرجة الثانية، ومجفف في الأولى، وفيه قبض يسير، وهو كثير المنافع، قليل المضار، فمن منافعه‏:‏ أن ينفع من قذف الدم ونزفه، ووجع المعدة، واستطلاق البطن، ويهضم الطعام، ويطرد الرياح، ويجلو قروح العين، وينبت اللحم في سائر القروح، ويقوي المعدة الضعيفة، ويسخنها، ويجفف البلغم، وينشف رطوبات الصدر، ويجلو ظلمة البصر، ويمنع القروح الخبيثة من الإنتشار، وإذا مضغ وحده، أو مع الصعتر الفارسي جلب البلغم، ونفع من اعتقال اللسان، ويزيد في الذهن ويذكيه، وإن بخر به ماء، نفع من الوباء، وطيب رائحة الهواء‏.‏

    حرف الميم
    ماء
    مادة الحياة، وسيد الشراب، وأحد أركان العالم، بل ركنه الأصلي، فإن السماوات خلقت من بخاره، والأرض من زبده، وقد جعل الله منه كل شيء حي‏.‏

    وقد اختلف فيه‏:‏ هل يغذو، أو ينفذ الغذاء فقط‏؟‏ على قولين، وقد تقدما، وذكرنا القول الراجح ودليله‏.‏

    وهو بارد رطب، يقمع الحرارة، ويحفظ على البدن رطوباته، ويرد عليه بدل ما تحلل منه، ويرقق الغذاء، وينفذه في العروق‏.‏

    وتعتبر جودة الماء من عشرة طرق‏:‏

    أحدها‏:‏ من لونه بأن يكون صافيًا‏.‏

    الثاني‏:‏ من رائحته بأن لا تكون له رائحة البتة‏.‏

    الثالث‏:‏ من طعمه بأن يكون عذب الطعم حلوه، كماء النيل والفرات‏.‏

    الرابع‏:‏ من وزنه بأن يكون خفيفًا رقيق القوام‏.‏

    الخامس‏:‏ من مجراه‏.‏ بأن يكون طيب المجرى والمسلك‏.‏

    السادس‏:‏ من منبعه بأن يكون بعيد المنبع‏.‏

    السابع‏:‏ من بروزه للشمس والريح، بأن لا يكون مختفيًا تحت الأرض، فلا تتمكن الشمس والريح من قصارته‏.‏

    الثامن‏:‏ من حركته بأن يكون سريع الجري والحركة‏.‏

    التاسع‏:‏ من كثرته بأن يكون له كثرة يدفع الفضلات المخالطة له‏.‏

    العاشر‏:‏ من مصبه بأن يكون آخذًا من الشمال إلى الجنوب، أو من المغرب إلى المشرق‏.‏

    وإذا اعتبرت هذه الأوصاف، لم تجدها بكمالها إلا في الأنهار الاربعة‏:‏ النيل، والفرات، وسيحون، وجيحون‏.‏

    وفي الصحيحين ‏:‏ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏سيحان، وجيحان، والنيل، والفرات، كل من أنهار الجنة‏)‏‏.‏

    وتعتبر خفة الماء من ثلاثة أوجه، أحدها‏:‏ سرعة قبوله للحر والبرد، قال أبقراط‏:‏ الماء الذي يسخن سريعًا، ويبرد سريعًا أخف المياه‏.‏ الثاني‏:‏ بالميزان، الثالث‏:‏ أن تبل قطنتان متساويتا الوزن بماءين مختلفين، ثم يجففا بالغًا، ثم توزنا، فأيتهما كانت أخف، فماؤها كذلك‏.‏

    والماء وإن كان في الأصل باردًا رطبًا، فإن قوته تنتقل وتتغير لأسباب عارضة توجب انتقالها، فإن الماء المكشوف للشمال المستور عن الجهات الأخر يكون باردًا، وفيه يبس مكتسب من ريح الشمال، وكذلك الحكم على سائر الجهات الأخر‏.‏

    والماء الذي ينبع من المعادن يكون على طبيعة ذلك المعدن، ويؤثر في البدن تأثيره، والماء العذب نافع للمرضى والأصحاء، والبارد منه أنفع وألذ، ولا ينبغي شربه على الريق، ولا عقيب الجماع، ولا الإنتباه من النوم، ولا عقيب الحمام، ولا عقيب أكل الفاكهة، وقد تقدم‏.‏ وأما على الطعام، فلا بأس به إذا اضطر إليه، بل يتعين ولا يكثر منه، بل يتمصصه مصًا، فإنه لا يضره البتة، بل يقوي المعدة، وينهض الشهوة، ويزيل العطش‏.‏

    والماء الفاتر ينفخ ويفعل ضد ما ذكرناه، وبائته أجود من طريه وقد تقدم‏.‏ والبارد ينفع من داخل أكثر من نفعه من خارج، والحار بالعكس، وينفع البارد من عفونة الدم، وصعود الأبخرة إلى الرأس، ويدفع العفونات، ويوافق الأمزجة والأسنان والأزمان والأماكن الحارة، ويضر على كل حالة تحتاج إلى نضج وتحليل، كالزكام والأورام، والشديد البرودة منه يؤذي الأسنان، والإدمان عليه يحدث انفجار الدم والنزلات، وأوجاع الصدر‏.‏

    والبارد والحار بإفراط ضاران للعصب ولأكثر الأعضاء، لأن أحدهما محلل، والآخر مكثف، والماء الحار يسكن لذع الأخلاط الحادة، ويحلل وينضج، ويخرج الفضول، ويرطب ويسخن، ويفسد الهضم شربه، ويطفو بالطعام إلى أعلى المعدة ويرخيها، ولا يسرع في تسكين العطش، ويذبل البدن، ويؤدي إلى أمراض رديئة، ويضر في أكثر الأمراض على أنه صالح للشيوخ، وأصحاب الصرع، والصداع البارد، والرمد‏.‏ وأنفع ما استعمل من خارج‏.‏

    ولا يصح في الماء المسخن بالشمس حديث ولا أثر، ولا كرهه أحد من قدماء الأطباء، ولا عابوه، والشديد السخونة يذيب شحم الكلى، وقد تقدم الكلام على ماء الأمطار في حرف العين‏.‏

    ماء الثلج والبرد‏:‏ ثبت في الصحيحين عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه كان يدعو في الإستفتاح وغيره‏:‏ ‏(‏اللهم اغسلني من خطاياي بماء الثلج والبرد‏)‏‏.‏

    الثلج له في نفسه كيفية حادة دخانية، فماؤه كذلك، وقد تقدم وجه الحكمة في طلب الغسل من الخطايا بمائه لما يحتاج إليه القلب من التبريد والتصليب والتقوية، ويستفاد من هذا أصل طب الأبدان والقلوب، ومعالجة أدوائها بضدها‏.‏

    وماء البرد ألطف وألذ من ماء الثلج، وأما ماء الجمد وهو الجليد، فبحسب أصله‏.‏

    والثلج يكتسب كيفية الجبال والأرض التي يسقط عليها في الجودة والرداءة، وينبغي تجنب شرب الماء المثلوج عقيب الحمام والجماع، والرياضة والطعام الحار، ولأصحاب السعال، ووجع الصدر، وضعف الكبد، وأصحاب الأمزجة الباردة‏.‏

    ماء الآبار والقني
    مياه الآبار قليلة اللطافة، وماء القني المدفونة تحت الأرض ثقيل، لأن أحدهما محتقن لا يخلو عن تعفن، والآخر محجوب عن الهواء، وينبغي ألا يشرب على الفور حتى يصمد للهواء، وتأتي عليه ليلة، وأردؤه ما كانت مجاريه من رصاص، أو كانت بئره معطلة، ولا سيما إذا كانت تربتها رديئة، فهذا الماء وبيء وخيم‏.‏


    ماء زمزم
    سيد المياه وأشرفها وأجلها قدرًا، وأحبها إلى النفوس وأغلاها ثمنًا، وأنفسها عند الناس، وهو هزمة جبريل وسقيا الله إسماعيل‏.‏

    وثبت في الصحيح عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال لأبي ذر وقد أقام بين الكعبة وأستارها أربعين ما بين يوم وليلة، ليس له طعام غيره، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏إنها طعام طعم‏)‏‏.‏ وزاد غير مسلم بإسناده‏:‏ ‏(‏وشفاء سقم‏)‏‏.‏

    وفي سنن ابن ماجه‏.‏ من حديث جابر بن عبد الله، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال‏:‏ ‏(‏ماء زمزم لما شرب له‏)‏‏.‏ وقد ضعف هذا الحديث طائفة بعبد الله بن المؤمل راويه عن محمد بن المنكدر‏.‏ وقد روينا عن عبد الله بن المبارك، أنه لما حج، أتى زمزم، فقال‏:‏ اللهم إن ابن أبي الموالي حدثنا عن محمد بن المنكدر، عن جابر رضي الله عنه، عن نبيك ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال‏:‏ ‏(‏ماء زمزم لما شرب له‏)‏، وإني أشربه لظمإ يوم القيامة، وابن أبي الموالي ثقة، فالحديث إذًا حسن، وقد صححه بعضهم، وجعله بعضهم موضوعًا، وكلا القولين فيه مجازفة‏.‏

    وقد جربت أنا وغيري من الاستثسفاء بماء زمزم أمورًا عجيبة، واستشفيت به من عدة أمراض، فبرأت بإذن الله، وشاهدت من يتغذى به الأيام ذوات العدد قريبًا من نصف الشهر، أو أكثر، ولا يجد جوعًا، ويطوف مع الناس كأحدهم، وأخبرني أنه ربما بقي عليه أربعين يومًا، وكان له قوة يجامع بها أهله، ويصوم ويطوف مرارًا‏.‏

    ماء النيل
    أحد أنهار الجنة، أصله من وراء جبال القمر في أقصى بلاد الحبشة من أمطار تجتمع هناك، وسيول يمد بعضها بعضًا، فيسوقه الله تعالى إلى الأرض الجرز التي لا نبات لها، فيخرج به زرعًا، تأكل منه الأنعام والأنام، ولما كانت الأرض التي يسوقه إليها إبليزًا صلبة، إن أمطرت مطر العادة، لم ترو، ولم تتهيأ للنبات، وإن أمطرت فوق العادة ضرت المساكن والساكن، وعطلت المعايش والمصالح، فأمطر البلاد البعيدة، ثم ساق تلك الأمطار إلى هذه الأرض في نهر عظيم، وجعل سبحانه زيادته في أوقات معلومة على قدر ري البلاد وكفايتها، فإذا أروى البلاد وعمها، أذن سبحانه بتناقصه وهبوطه لتتم المصلحة بالتمكن من الزرع، واجتمع في هذا الماء الأمور العشرة التي تقدم ذكرها، وكان من ألطف المياه وأخفها وأعذبها وأحلاها‏.‏

    ماء البحر
    ثبت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال في البحر‏:‏ ‏(‏هو الطهور ماؤه الحل ميتته‏)‏‏.‏ وقد جعله الله سبحانه ملحًا أجاجًا مرًا زعاقًا لتمام مصالح من هو على وجه الأرض من الآدميين والبهائم، فإنه دائم راكد كثير الحيوان، وهو يموت فيه كثيرًا ولا يقبر، فلو كان حلوًا لأنتن من إقامته وموت حيواناته فيه وأجاف، وكان الهواء المحيط بالعالم يكتسب منه ذلك، وينتن ويجيف، فيفسد العالم، فاقتضت حكمة الرب سبحانه وتعالى أن جعله كالملاحة التي لو ألقي فيه جيف العالم كلها وأنتانه وأمواته لم تغيره شيئًا، ولا يتغير على مكثه من حين خلق، والى أن يطوي الله العالم، فهذا هو السبب الغائي الموجب لملوحته، وأما الفاعلي، فكون أرضه سبخة مالحة‏.‏

    وبعد فالاغتسال به نافع من آفات عديدة في ظاهر الجلد، وشربه مضر بداخله وخارجه، فإنه يطلق البطن، ويهزل، ويحدث حكة وجربًا، ونفخًا وعطشًا، ومن اضطر إلى شربه فله طرق من العلاج يدفع بها مضرته‏.‏

    منها‏:‏ أن يجعل في قدر، ويجعل فوق القدر قصبات وعليها صوف جديد منفوش، ويوقد تحت القدر حتى يرتفع بخارها إلى الصوف، فإذا كثر عصره، ولا يزال يفعل ذلك حتى يجتمع له ما يريد، فيحصل في الصوف من البخار ما عذب، ويبقى في القدر الزعاق‏.‏

    ومنها‏:‏ أن يحفر على شاطئه حفرة واسعة يرشح ماؤه إليها، ثم إلى جانبها قريبًا منها أخرى ترشح هي إليها، ثم ثالثة إلى أن يعذب الماء‏.‏ وإذا ألجأته الضرورة إلى شرب الماء الكدر، فعلاجه أن يلقي فيه نوى المشمش، أو قطعة من خشب الساج، أو جمرا ملتهبا يطفأ فيه، أو طينًا أرمنيًا، أو سويق حنطة، فإن كدرته ترسب إلى أسفل‏.‏


    من كتاب الطب النبوي_ لاتنسوني من صالح دعائكم _ولكم مني جزيل الشكر
    مكسل اكتب اسمي
    مكسل اكتب اسمي
    نائب المدير
    نائب المدير


    ذكر
    الحمل
    عدد المساهمات : 179
    تاريخ الميلاد : 08/04/1989
    تاريخ التسجيل : 11/12/2010
    العمر : 35
    الموقع : الشرقيه

    مثبت رد: فصل في ذكرالأدوية والأغذية وفائدها مرتبة على حسب حروف المعجم(5)

    مُساهمة من طرف مكسل اكتب اسمي السبت ديسمبر 18, 2010 10:46 am

    فصل في ذكرالأدوية والأغذية وفائدها مرتبة على حسب حروف المعجم(5) File

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 4:29 pm